مطر

استيقظت على صوت المطر، تقرع قطراته سطح جاهز التكيف المطفأ، النوافذ وأسطح البيوت، عندما يهدى العالم إلا منه استيقض لأفتح النافذة فأستقبة. السيارات مبللة، بحيرات صغيرة تتكون في الأرصفة، أوراق شجر غادرها الغبار وأصبحت زاهية. كل شيء ابتل بالمطر وامتزج به، كل شيء استقبل المطر واحتضنه واصبح جزءً منه، حتى أنا امتزجت بالمطر بنما اراقبه متدثرة في الغرفة تراقبه معي برسيلا آهن ورشا رزق.

يحمل المطر معاني سلبية في الثقافة الإنجليزية، اغاني الروضة تطلب من المطر الرحيل كي يتمكن افراد العائلة من اللعب معا في الخارج. بينما بيرسيلا تطلب طلباً مغايراً فترجو منه البقاء.

توصف بيرسيلا عالمها الصغير عندما يحل المطر ضيفًا عليه، لعل كلماتي المفضلة في الاغنية هي:

Well my mother, she doesn’t bother “
” With the dishes in the kitchen

بسبب المطر تتمهل الحياة، فتغدو الأمور العاجلة إلى شيء يمكننا القيام به في وقت آخر. يمكننا الإبطاء، الارتخاء، الهدوء، نسمع أصوات العالم المألوفة متلحفين بكل ما يعطينا الدفء والحنان.

هل هى نوستالجيا؟ فدائما ما يحمل صوت رشا رزق الحنان.

يقرع المطر عالم رشا مثل الأجراس ويغسل عالمها كما يغسل العالم حولي. نتشابه نحن العرب في تقدير المطر فهو الأمل بعد الأيام العجاف. فقتول رشا: ” هي اجا المطر بعد هالعمر مع النسيان ” ينزاح عشاء النسيان، نتذكر الأماني التي تحملها دواخلنا، وندعوا الله أن يأتي بالآمال كما يأتي لنا بالمطر.

حدثني، ما مشهد المطر عندك؟

برتقال اسماعيل (رواية)


” حياة كل رجل تتضمن حياة كل الرجال، وكل حكاية ما هي إلا جزء من حكاية” – ستيفن فيزينزي

ظلم اليهود شهدت عليه منذ طفولتي، قضية فلسطين إحدى القضايا التي يجب النضال لها، هى أحدى مسلماتي التي تبنيتها وأنا أشاهد مقتل محمد الدرة خلف شاشة التلفاز، بينما امي وخالاتي يبكين. لكن خلال السنوات الأخيرة وغياب القصص أصبحت قضية فلسطين مغيبة عنا، وعني ايضاً، أصبحت بالنسبة لي قضية لا أعيش أحداثها ولا أنشد لرثاء مصابها كما في طفولتي، بل مجموعة أبطال رواية أقرائها لإبراهيم نصرالله أو غسان الكنفاني، شخصيات خيالية فحسب. لدرجة ان الغرابة انتابتني عندما خصصت معلمة الاجتماعيات في المرحلة الثانوية إذاعة عن فلسطين، كأنها نفضت الغبار عن شيء قديم جداً، حدث بعيد عنا، مضى في غمار الماضي وتناسيناه لشعورنا بالعجز. وخلال هذا العام ومع استمرار المناضلة، والجهود المبذولة لإيصال قصة فلسطين، انتشرت فيديوهات ليهود تدين للصهاينة بالظلم مما أعاد لدي الشعور الذي تركته رواية برتقال إسماعيل داخلي، حول اهمية سرد القصص والحكايا لإعادة فهم الموقف من جديد.

برتقال إسماعيل كان توصية من صديقة لي (١) . يمكن تصنيف الرواية كرواية أو شبه-سيرة ذاتية، فهي رواية تعرض القضية الفلسطينية بصورة إستثنائية لكاتبة عاشت تحت هوية إستثنائية. كلير حجاج كاتبة الرواية هي ابنة لأم بريطانية يهودية، وأب فلسطيني مسلم، تزوج والدها رغم اختلاف هوياتهم عندما كان الاحتلال الصهيوني على فلسطين في بدايته، لذا كلير ولدت مع هويات متعددة. عند حمل كلير بإبنتها اجتاحتها رغبة بنقل تجربة الحياة بعيون فلسطينية يهودية لإبنتها، لنقل كل تلك القصص التي سردت لها وعايشتها إلى ابنتها، فانتهت بكتابة هذه الرواية.

الرواية تسرد قصة سالم، ولد فلسطيني مسلم يعيش في يافا لكن الاحتلال الصهيوني اجبر عائلته على مغادرة المنزل وترك شجرة البرتقال التي تنتمي إليه، والرحيل عن التراب الذي احتضن طفولته. تمر السنين و تشاء الأقدار فيلتقي سالم بجود، الفتاة اليهودية البريطانية ويكشف لقائهم عن محاولة لتبني الهوية التي ورثاها، محاولة للهرب من الهوية وتبعاتها، و محاولة لفك معنى الهوية لكل واحد منهما والبحث عن الوطن.

في البداية كانت الرواية مملة بالنسبة لي، ثم بعد عدة صفحات أصبحت الرواية مشوقة، سرد القصصي لدى حجاج مذهل! في لحظات اشعر اني في بريطانيا مع تصرفات برجوازية جافة و رسمية، ثم تنقلني إلى بيت عربي بعفوية تواصل أفراده و حفاوة رغم قساوة العالم. حجاج نقلت قصة مع فجوات زمنية مختلفة، لتسليط الضوء على تأثير الهوية على شخصياتها مع اختلاف الزمن، وضعت سؤال ” هل يمكننا التغافل عن هويتنا والانسلاخ منها حقاً؟” ” هل هويتنا نعمة أم نقمة علينا؟” “هل نحن قصص أنفسنا؟ ام مجموعة قصص من مضوا عنا؟”

الرواية رغم مناقشتها لمفهوم الهوية وتأثيرة، إلا إنه ناقش القضية الفلسطينية ايضاً، تؤمن حجاج إنه كلا الطرفين في ضرر لذا كانت حيادية جداً في طرحها لم تتخذ جانب في القضية دون الآخر، حيادها ساعدني على فهم وجهة نظر اليهود وجعلني أشعر أننا كمسلمين لا نعرف الكثير عنهم وعنا، بالاصح لا نعلم عن القضية الفلسطينية إلا القشور، ولما فلسطين تحديداً؟ لم نعرف تاريخنا جيداً، فلم نعد نتشارك القصص، لم نعد نهتف لنصرة فلسطين وأصبح جيلنا يشكك هذه القضية بعد أن كانت من المسلمات التي لا جدال فيها.

انا لست أوافق حجاج في حيادها، لكنه كان وسيلة لكي أنظر للقضية من زاوية مختلفة لأعيد تحديد مكان وقوفي من جديد، لأفهم أن الخوف هو دافع الصهيوني ومحركة، لا شيء آخر. لأفهم جيداً إننا مجموعة من القصص، التي تحدد من نحن وإلى أين نتجه وكيف نتصرف مع الآخرين، قصص تكون لدينا ذاكرة جمعية تحدد هويتنا. قد يتخذ اليهودي جانب الصهاينة فقط لأنهم يهود مثله دون إن يعي قصتنا، وقد نتخذ نحن المسلمين جانب فلسطين او نحيد عنه دون أن نعي القصة جيداً، لتكون لنا مجرد حديث ساعة يغادرنا متى ما مللنا.

لكن عندما نستمر بالسرد، عندها فقط نعرف إنه “كل حكاية ما هي إلا جزء من حكاية” وحكاية فلسطين جزء من حكايتنا نحن.

(١) https://www.instagram.com/fatm_996/

هم عزائي هنا.

قرأت في إحدى المرات عن مراحل الدائرة الاجتماعية للإنسان كيف تتغير مع التقدم في العمر. تكون العائلة هي الأقرب في الطفولة، ثم بعدها تصبح الصداقة هى العامل الأهم في حياة، بعدها الحب- الزواج في العشرينات و لتتحول العائلة الحديثة التي تنموا وتكبر والتي كونها الإنسان بنفسه هي محط اهتمامه. اعي انني دخلت في مرحلة عمرية لا تبدوا الصداقة فيها الحجر الأساسي في المحيط الاجتماعي لدى الإنسان، واعرف تماما التحذيرات التي يلقيها على الكبار حول انه من الاجدر بي الزواج، العائلة لا تدوم وكذلك الأصدقاء واني اذا لم أسارع في الزواج فسأكون وحيدة عند الكبر بلا سند، ليكون ردي عليهم: حتى الزواج مو دائم، ما دايم إلا وجهه.

وانا على وشك انتصاف العشرين أجدني اعيد التفكير بمفهوم الصداقة، فنحن اتخذنا قراراتنا الخاصة وشددنا الرحال في طريقنا الخاص، لم نعد نرى بعضنا ٥ أيام متتالية، نشتري آيس كريم في نهاية اليوم الخامس، ونتفقد أحوال بعضنا في الويكند ونحن نعلم يقينا أن الأرض ستدور لتتبدل الأيام ونلتقي من جديد في شيء يسمى ” الأسبوع القادم”. عندما دخلت العشرينات الأشخاص الذين قلت لهم اننا سنلتقي مرة أخرى لم نلتقي بعدها قط، ولم أعي حينها إنها المرة الأخيرة لنا فعلا. فقدت الكثير من الاصدقاء وتبدلت العلاقات. انشغلنا كثيراً بحياتنا المختلفة، جداولنا المختلفة، الآن كل واحدة من صديقاتي في عالمها الخاص بها، البعض جغرافيا فالرياض و بريطانيا و أمريكا مساحات شاسعة تفصلنا. والآخر نظام العمل فرض سلطانه، انا يتاح لي العمل ٥ أيام في الأسبوع الأخريات ٦ ، البعض منتظم المواعيد والأخريات معتكفات العمل لأيام ينقلب فيها الليل والنهار ولا تهتدي لإحداهما.

هل تفقد الصداقة معناها عند الكبر؟ هل هي شيء نذكره بحنين وشوق، ننطق جملة ” أيام لما كنا” ثم نمضي؟

هل محاولاتي لتشبث في صديقاتي بلا معنى؟

يؤرقني جداً الفقد، فقد علاقاتي العزيزة ، وايامي الثمينة، ليست وردية بالمجمل لكني اذكر انها كانت مزيج خالص من الضحك و القلق و الاجتهاد وشحذ الأحلام. هل تحققت أحلامكن يا عزيزاتي؟ إم أضعتن الطريق مثلي؟ هل وجدتم نفسكم في طريق يرضيكم إم لازال الكفاح مستمراً؟ والأهم هل انتم مستمتعون برحلة العشرين؟ إم لا تطيقون صبراً للثلاثين حتى تستقر الامور ويتوقف اللهث وراء قائمة الإستقرار؟ هل لديكم شخص يسمع لمخاوفكم، قلقكم، افراحكم، وحماسكم للحياة؟ إم تبقون كل هذا لإنفسكم؟ والأهم، هل أنتن بخير؟

تغير العلاقات هذا يخلف داخلي الحزن والكثير من الشوق، لكني لا ألبث إن ألتقي بصديقة لتتبدل كل الشكوك ويحل محل الخوف الطمئنينية، ربما سأفقد علاقتي معك فيما بعد، لا اود ذلك لكني اعلم انه الحياة متغيرة، لكن الإن اود حقاً إن اكون أرض صلبة تقف عليها، ان اكون شخص يمسك بيدك واسمعك جيداً شخص يحمل لك الكثير من الحب والدعاء في الغيب. قد تبدوا الصداقة في المراهقة ممتعة و حيوية و تحمل في طياتها الكثير من المغامرات. بيد ان صداقة الكبر تحمل في داخلها الكثير من السند، والدعم، والثقة، الجهد للنلتقي كل مرة، رسالة اشتقت لك و طمني عليك كيف الحياة معك، صادقة. ان يكون هنالك من يشاركك الاحساس نفسه بالضياع والخوف والاحباط و الحماس و الاقبال على الحياة، المحاولة والخطأ، الندم و الرضا، رغم أختلاف المسار والرحلة والتجارب، إن يكون هنالك من يسمعك ويشعر فيك ويأمل لك الخير، يسجعك على خوض التجارب المختلفة، يذكرك بمن تكون وماذا تجيد عندما يوصد العالم الابواب في وجهك. هذا النوع من الصداقة جد مختلف عما عهدته في عمر اصغر، إلا إنه مميز ودافىء، انه مصدر اليقين وسط التزعزع في فوضى الحياة.

لازالت إمي تذكر صديقتها المتوفاة، تتصدق لها و تخص لها الدعاء ولإطفالها الذين لم يعودوا أطفالا، تبكي عليها احيانا، اجد هذا النوع من الصداقة نقي وثمين. قد يخبرني العالم إن الأصدقاء راحلون، لكني أعلم يقيناً إني صنعت علاقات من ذهب وهذا بحد ذاته كافي و باعث للرضا.

#تحدي_التأمل | مرجع التدوين العربي | اليوم الثالث

هل كل ما هو قديم ذهب؟

قضيت الفترة الأخيرة أعيد مشاهدة إنمي أنا وأختي (Mama wa Shougaku 4 Nensei) وصاحب الظل الطويل (Watashi no Ashinaga Ojisan)، سبقة قبل ذلك مشاهدتي لعمل لطيف (Futari no Lotte) أشاهده للمرة الأولى. وخطر لي كم أحب الكلاسيكيات، دائما ما تحمل الأعمال الكلاسيكية شعور الألفة داخلي، فهى الذاكرة الجمعية التي وعيت عليها. القصص مثل سالي، الحديقة السرية، فتى الادغال ماوكلي، بائع الحليب، هي كلاسيكيات مشهورة من الأدب العالمي لكنها كانت لطفلة صغيرة المغامرات التي لم تخضها بل عشتها مع اصحابها. أحب في الكلاسيكيات قدرتها العجيبة على نقل الفكر القديم ، كيف تغيرت القناعات والقيم عن الان؟ ما الأشياء التي كانت تسرق انبهارهم، هل لازالت  قادرة على سرقة انبهاري ايضًا؟

تبدوا لي الأعمال الكلاسيكية على إنها رحلة منسابة وتسري هادئة كسريان الماء في البحيرات، لديها رتم يساعد على اللحاق بالرحلة ، لا تخشى أن تفوتك حلقة او تذهب لكي تجلب كأس الماء من المطبخ فينقطع جزء من سرد الحكواتي للحكاية، بإمكانك الإستمتاع بالرحلة وإن شاهدت في المنتصف او فاتتك بعض الأحداث، كأني في محادثة مع صديق قديم انقطعت اخبار حياتنا عن بعضنا البعض لنعود ونعيد شبك خطوط حياتنا من جديد، بنفس الاهتمام والألفة.

عمل صمد خلال عقود من الزمن، أن يستمر صيته وذكره حتى بعد سنين،  إلا يعني انه جيد كفاية لكي تتناقله الذاكرة؟ ألا يعد ذلك مبهراً بحذ ذاته!

وأنا أقلب قائمة الأفلام التي شاهدتها، أدركت اني لم أشاهد شيئا لفترة السبعينات، بحث عن فلم جيد في تلك الفترة، ووقع الاختيار على (Taxi Driver ) الفلم حافظ على تقييم العالي واستحسان الناس لمدة طويلة، وكذلك بعض من الإقتباسات عن الفيلم أعجبتني، لذا تلقائياً دخلت الفيلم وأنا حاملة الكثير من الآمال، فكيف لي أن أتردد بعمل كلاسيكي؟

رغم احتواء الفيلم على عناصر أحبها، كالحديث الداخلي للشخصية الرئيسية وهي تحلل العالم الذي تنظر إليه، والسينما غرافي الرائع، إلا إن الفيلم انتهى وخلف داخلي شعور لا معنى من الحكاية.

هل كل ما هو قديم ذهب؟

هل قناعتي الشخصية بأن الأعمال الكلاسيكية عظيمة، ولا مجال للشك تحتاج إلى إعادة نظر؟

مقارنة بالأعمال الحديثة يفوتني الكثير عندما افقد حلقة او حتى لقطة واحدة تنتهي بسرعة البرق، السرد يأخذ رتم سريع ومندفع وجارف، تركض معه كي تحاول الوصول للحلقة الأخيرة بحماس يقطع الأنفاس ويسرق مني النوم والصحة أحيانا، فتتحول علاقتي مع العمل من شعور بالمتعة إلى علاقة سامة مع مضي الحلقات.

لكن تجربة الخيبة الكبيرة التي خلفها في عمل كلاسيكي لأول مرة، جعلني أدرك إنه هنالك جوانب احبها في الأعمال الحديثة، كونها تتيح لي الدخول إليها دون توقعات عظمة الماضي وفخامة الأدب وإرث السينما، ودون معرفة لمجريات الأحداث، دون تأثر بالآراء، أن أكون من أوائل الحضور لتزكية هذا العمل، العمل الجديد يتيح فرصة رؤيته خام من كل هذا وذلك، يجعلك تراجع نفسك، هل آنت مستعد لتثق كفاية برأيك الخاص دون تأثر بمعايير الآخرين؟

كلاً من الأعمال الكلاسيكية والحديثة لها مكانة في قلبي، بيد أني سأتحدث طويلا عن كل جمال ودهشة تدفعني للحديث عنها، ليكون صوتي أمل في استمرار إحياء القديم ، وإعطاء حياة أطول للعمل الحديث. وانت ماذا تفضل؟

#تحدي_التأمل | مرجع التدوين العربي | اليوم الثاني

بوكشينو عندنا! (١)

الساعة ٥:١٥ الصبح، أفتح الجوال، ألغي المنبه.

رسالة من صديقتي ” بوكشينو الإسبوع الجاي!”

فرحت ثانية، حزنت ٣ دقايق “و ال ٢٥ كتاب للي لحين ما قريتهم ؟! معقولة بتشتري كتب بعد؟!”

غسلت وجهي، سويت تمارين تمدد، مخي دخل في مرحلة تأمل،” مو كأن كل يوم يبيعون كتب في الجامعة! مو كأنه كل يوم بتكون الكتب متوافرة! أشتري الكتب! إكيد بجي يوم مناسب لقراءتها! “

وهكذا يا أعزائي قام مخي بالتعاون مع قلبي الضعيف، بالسواس داخلي وإقناعي إنه لا بأس بشراء المزيد من الكتب!

المعرض مخطط له إن يكون من الأحد إلى الخميس، من الساعة ٩ إلى ٣، لكن المعرض إغلق يوم الإربعاء بدون إعلان مسبق بسبب سوء الجو. (الحمد لله شريت حاجتي من الكتب يوم الثلاثاء، حسيت إني محظوظة XD ) . المعرض صغير مقارنة بالسنوات السابقة، بوكشينو بالإضافة إلى إشتراك دارين للكتب. في هذه التدوينة بتكلم عن الكتب للي أخذتها من دار أثر، التدوينه القادمة بتكون عن بوكشينو إن شاء الله.🐥

تحس عنوان التدوينة ظالم؟ تحس إنك تحمست على الفاضي وانك خدعت؟ لا تخاف حماسك ما بروح الإني بتكلم عن أكثر دار رهيبة في السعودية! 😍✨

خلوني أعبر عن حبي الكبير لدار أثر!❤️❤️❤️❤️

دار تحترم كتبها جدًا، إحترام كافي بإعطاء كل كتاب غلاف مميز ومناسب له! إكشفت إن عمل تصيم إغلفة الكتب كان وراء شخص واحد، ويشرط عليهم قراءة نص الكتاب قبل التصميم، لهذا كل أغلفة كتب دار أثر مميزة وتعكس جو العمل من الداخل تمامًا. وكذلك أعمال الترجمة تترجم من لغتها الأصلية، وتهتم بالكتاب السعوديين وإعاده نشر أعمالهم. والإهم إن نوعية الورق، الخط وحجمة وكل شيء مريح للقراءة !

موت إيفان ايليتش

d9a2d9a0d9a1d9a8d9a0d9a2d9a2d9a4_d9a0d9a8d9a2d9a5d9a1d9a41.jpg

شريته بسبب الكاتب – ليو تولستوي- والإنه قصير حوالي ٨٠ صفحة

ما عندي توقعات معينة للكتاب ولا أعرف قصته إصلًا.

 

مادونا صاحبة معطف الفرو

٢٠١٨٠٢٢٤_٠٩١٩٥٢

الكتاب شفته في معرض كتاب الجامعة العام قبل الماضي، الغلاف لفتني جدًا لكن قصر خلفيتي عنه في ذلك الوقت منعني من شراءه. شفته العام الماضي وكان له شعبية كبيرة بين زوار الدار في المعرض، ولا خذيته الأني شريت كتب كثيرة. هذي السنة شعبيه الكتاب ما ماتت فقررت إني أشتريه، ما أدري ويش بكون إنطباعي عنه.

 

فصحى

٢٠١٨٠٢٢٤_٠٩٢٠٣٨

من الكتب للي ما أخذها في العادة، ولا تجذبني. البائعة نصحته لي بشدة، و كانت أمآلي منخفظة، كنت برجعة مكانه لكن البائعة أصرت إني ما أرجع ولا كتاب الأني ممكن ما ألاقيهم بعدين.

خذته وخلال الويكند الماضي بدأت فيه، والحمد الله، الحمد الله إني طعت هى الإنسانة ولا رجعته. الكتاب رجع حبي القديم لمادة النصوص لما كنت طالبة في متوسط ( مادة العربي الوحيدة للي أخذ فيها تقدير ممتاز من شدة الحب ).

شعرت بعدها أني تخليت عن شيء جميل في حياتي، الإني بعد ما تخرجت من متوسط ما درست مواد عربي فيها نصوص وأشعار، صح أقرأ كتب باللغة العربية لكن أنقطعت عن الأشعار العربية و النصوص التي فيها حس غنائي تماما من حياتي.

كتاب ممتنة أني شريته جدًا جدًا جدًا وصار عزيز علي.😍✨

دعونا نتفلسف

٢٠١٨٠٢٢٤_٠٩٢١١٢

اممم، *تطالع في السقف*

امممم، * تطالع يمين وشمال*

احممم، *كحة*!

خلاص بعترف ! بعترف!

حاولت أكثر من مرة أتعلم فسلفة وأفهمها، وفي النهاية ما أفهم شيء ☹️

شريت كتب كثيرة عن الفلسفة ولا فلحت *تروح تصيح*😭

تروح تحضن الكتاب وتقول له: ” هى المرة، هى المرة بفهم الفسلفة عدل! “✨

صحبة لصوص النار

٢٠١٨٠٢٢٤_٠٨٢٤٥٤

لحظة خلني أتذكر، ليش خذيت الكتاب؟

إيه صح، هذا الكتاب نصحته لي البائعة إيضًا، قالت لي إنه بزيد من ثقافتي

الكتاب يحوي حوارات مع كتاب عالميين، ما عندي فكرة كيف بكون إنطباعي لو قريته.

شقيقة قلبي

٢٠١٨٠٢٢٤_٠٩١٩٢٦

الكتاب بدا لي مشهور بين زوار المعرض لكن ما أعطاني سبب أني أقراءه

لين ما إلتقت بصديقتي وقالت لي أشتريه! وشريته XD

بتكون أول تجربة لي مع الأدب الهندي، أتمنى تكون تجربة جيدة✨

 

كنه التدوينه طويلة؟🤔 ما علينا!  إذا صمدت وقرأت كل شيء أكتب في التعليقات “بيزا”🍕✨

العودة إلى نفسي

tumblr_ok28z8bN241tb41voo1_1280

قبل ٥ سنوات كنت مملؤة بالإحلام والطموح، لم يتبقى شيء وأتخرج من المرحلة الثانوية، درجاتي ممتازة والمستقبل إمامي. كنت شخص قد عزم على التغير، على رمي الماضي والبدأ من جديد، البدأ ببذل جهدي وإتباع ما يمليه قبلي. لازلت الفتاة التي تشعر بالوحدة الدائمة في إعماقها لكنني حاربت هذا الشعور بإن حسنت نفسي كثيراً خلال تلك الفترة، كنت إكتب، أرسم وإغني وأذاكر بكل ما أوتيت! كنت أدعوا الله بإخلاص وكان قلبي يحفو بالإمتنان، وجود من يتقبلني ويتقبل شخصيتي الغربية كان الداعم الإكبر لروحي ” إنني ممتنه! إنني في نعمة! ” قلبي كان يهتف في صباح كل يوم تقريبا.

قبل خمس سنوات كنت إستمع لهذه الموسيقى “Back to Myself” كنت أستمع لها عندما أريد الأختلاء بنفسي وإحتضانها.

الآن أعيد التفكير في عنوان هذه الموسيقى ” العودة إلى نفسي؟” ما هى نفسي؟ وكيف اعود إليها؟ أعني ٥ سنوات ليست بالسنوات القليلة حدث الكثير وأخبرت الحياه اكثر، لم أعد آمتلك ذلك الإمتنان والبهجة والطموح كما في الماضي، أستبدل قلبي تلك المشاعر بالخوف والقلق. لا امزح عندما اقول انني اصبحت اكبر جبانة على هذة الأرض، اصبحت حتى أخاف من السعادة، أخاف من إبداء رأيي وما عدت أثق بنفسي وأحبها كالسابق. جميع هواياتي التي كنت امارسها يوما استبدلتها بهوايات كسولة لا تضيف شيئا لي عدا خلق صراع داخلي بإنني لم أعد أنا!

حقا؟ ألم يعجن قبلي بالخوف والقلق والوحدة منذ صغري؟ ألم أكن أكبر جبانه على هذه الإرض منذ صغري؟ هل كانت نفسي قبل ٥ هي فعلا نفسي إم إنها مجرد دور في مسرحية لكنني بوركت بالحظ وأتقنت دوري؟

هل سبق وإن كانت نفسك في الماضي أفضل من نفسك الحالية؟

Screenshot from She Used to be Mine

خلال تصفحي في اليوتوب وقعت على أغنيه كتبتها سارة باريلز، ويالسخرية! منذ إن أستمعت إلى الجملة الإولى علمت تماما إنها إخذت روحي ووصفتها في كلمات ثم جعلها أسيرة ذلك اللحن المتحسر على الماضي، إلى الفتاة التي كانت ملكي،” فتاة غير مثالية لكنها تحاول، فتاة جيدة لكنها تكذب، فتاة تقسو على نفسها، فتاة مكسورة لكن لا تطلب المساعدة، فتاة فوضوية لكنها طيبة، فتاة وحيدة أغلب الوقت” إلى الفتاه التي عرفتها يوما ..!

وتوجة بعض كلمات إلى نفسها الحالية فتقول:  ” أحينًآ تسلسل الحياة من الباب الخلفي، وتكسر ظهر الأنسان” لكن ” أنت لست ما تمنيته، لإكون صادقة أود لو أعيد كل شيء وإبدأ من جديد”

عندها إدركت إن فقدان النفس أمر لا بد منه، مرحلة لا بد من الوقوف عليها يوم من الإيام، بوعي منا إو لا!

إحدهم أخبرني إننا نقفد إنفسنا لنعثر عليها من جديد هكذا نبني إنفسنا، هل هو محق؟ لا إعلم.

هل سبق وإن فقدت نفسك؟ أخبرني كيف عدت إليها؟